السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله – في تفسيرها :
{قُتل } .. أهلك
و{الخراصون}
جمع خراص، وهو الذي يتكلم بالظن والتخمين والارتياب والشك
لأنه منغمر في الجهل والسهو والغفلة
ولهذا وصفهم بقوله:
{الذين هم في غمرة سـاهون }
أي في غمرة من الجهل، قد أحاط بهم الجهل من كل جانب
{سـاهون }:
غافلون، لا يحاولون أن يقبلوا على ما أنزل الله على رسله - عليهم الصلاة والسلام –
ومن جهلهم أنهم
{يسئلون أيان يوم الدين }،
سؤال استبعاد وإنكار...
قال الله تعالى:
{يوم هم على النار يفتنون }
هذا الجواب يعني يوم القيامة
{يوم هم على النار يفتنون } ...
أي: يعرضون عليها فيحترقون بها ، لأن الفتنة بمعنى الاحتراق ...
{ذوقوا فتنتكم }
هذا توبيخ وإهانة وإذلال يكون به: العذاب القلبي
فيجمع لهم بين العذاب البدني وبين العذاب القلبي، فتجده يكون في أشد ما يكون من الحسرة
يتحسرون يقولون:
{ياليتنا نرد ولا نكذب بآيـات ربنا ونكون من المؤمنين} ...
{فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم }
ومنها: اللهو، والغفلة
ولهذا قال الصحابة - رضي الله عنهم - لرسول الله - عليه الصلاة والسلام -
إنا إذا كنا عندك وذكرت الجنة والنار فكأنما نراها رأي العين
فإذا ذهبنا إلى أهلنا عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا
وهكذا الإنسان كلما لهى قل يقينه وقل إيمانه
ومن ثم نهى الشرع عن اللعب واللهو الباطل
الذي يزداد به الإنسان بعداً من الله وبعداً عن طاعة الله وعن التفكير في آيات الله ...
{أفلا تبصرون }...
الاستفهام هنا للتوبيخ والإنكار ألا نتبصر
وهي دعوة من الله - عز وجل - لعباده أن يتبصروا في الآيات
فإذا لم تتبصر في الآيات فاعلم أنك محروم ... وأن إيمانك ناقص
{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين }]{وما تغنى الآيـات والنذر عن قوم لا يؤمنون }...
أي: ذكر الناس بآيات الله وبأيامه، وشرائعه وما أوجب الله على العباد
وبأيامه: عقابه تبارك وتعالى للمكذبين وإثابته للطائعين
لكن أطلق الله الذكرى وقال: {وذكر } ولم يقل: وذكر المؤمنين
لكن بين أن الذي ينتفع بالذكرى هم المؤمنون فقال:
{ فإن الذكرى تنفع المؤمنين }
لأن المؤمن إذا ذكر فهو كما وصفه الله عز وجل:
{ والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً }
بل يقبلونها بكل رحابة صدر وبكل طمأنينة
وفي الآية
الدليل على وجوب التذكير على كل حال
وفيها أن الذي ينتفع بالذكرى هم المؤمنون
وأن من لا ينتفع بالذكر فهو ليس بمؤمن
: إما فاقد الإيمان، وإما ناقص الإيمان ...
وفي الآية دليل على أنه كلما كان الإيمان أقوى كان الانتفاع بالذكرى أعظم وأشد
وذلك من قاعدة معروفة عند العلماء، وهي:
أن الحكم إذا علق بوصف ازداد بزيادته ونقص بنقصانه
هذا وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
م/ن