بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
10:36:23
* ـ روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد (ألا كل شيء ما خلا الله باطل) متفق عليه.
• كلنا يعلم أن الشعراء يقولون ما لا يفعلون وانهم في كل واد يهيمون وأن العاطفة لديهم اقوى من غيرهم من الكتاب، فتجد قرائحهم تجود بالشعر حسب الموقف الذي يقتضي ذلك .. قال الشاعر :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل *** وكل نعيم لا محالة زائل
• اتفق مع الشاعر في الشطر الأول ولا اتفق معه في الشطر الثاني ..
• في الشطر الأول يقول : (ألا كل شيء ما خلا الله باطل) نعم هي أصدق كلمة، كل شيء في هذه الدنيا بنعيمها وبهرجها باطل ولا نفع منه إذا لم يكن مقترناً بذكر الله ولم يكن فيه رضا الله، كل ما في الحياة من أمور لا قيمة لها ولن تنفعك في أخرتك إذا لم تبتغي بها وجه الله، نعم على قدر علاقتك مع الله سترتفع منزلتك في دنياك وأخرتك، وهي ما سيبقى وما سواه سيفنى، ليتنا نعي هذا الأمر جيداً قبل فوات الأوان فلا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم.
• لماذا لا نتفكر في هذا الأمر جيداً ونجعله نصب أعيننا ؟
• ماذا نحن بدون خالقنا ؟ وما قيمة حياتنا بدون خالقنا ورازقنا ؟
• لا شيء .. من وجد الله ماذا فقد، ومن فقد الله ماذا وجد، كم أشغلتنا هذه الدنيا فأنستنا ذكر الله، وكم نحن في حاجة ماسة إلى من يذكرنا بالله وإلى من يوقظنا من غفلتنا عن اخرتنا، لن تنفعنا اموالنا ولا أولادنا ولا مساكننا وأملاكنا إلا إذا سخرناها لطاعة الله.
• في الشطر الثاني يقول الشاعر : (كل نعيم لا محالة زائل) لا أتفق معه فيما ذهب اليه، صحيح دوام الحال من المحال، وكل ما في الدنيا من نعيم لا بد أن يزول يوما، إلا أن هناك نعيم لا يزول أبدا نعيم خالد، نعيم لم يرى مثله، ألا وهو نعيم الجنة الذي يدوم ولا يزول أبدا .. اللهم اجعلنا من أهلها.