إن التعليم فى هذا العصر ليس محدودا بمنهج أو كتاب أو معلم او مدرسة فقط بل أصبح التعليم المعاصر عاما وشاملا وبكل الطرق والسبل فيستطيع كل إنسام واع مدرك عاقل أن يعلم نفسه غذا فاتته فرصة التعليم المدرسى أن يتعلم من كل ماحوله من الناس ومن الطبيعة ومن الحيوانات ، ومن الوقائع وألأحداث ومن التأمل والتدبر والحوار والمناقشة مع ألاخرين .
إن كل تلك المعلومات وألافكار وألاراء التى تعلمناها بأنفستا لاننساها لأنها مثبتة فى عقولنا وأفهامنا وخيالاتنا ويسميها البعض المعلومات العامة أو الثقافة العامة وهى ليست مقتصرة على المتعلم فقط بل تتعداه الى جميع فئات الشعب .
والمعلومات العامة أو الثقافة العامة معناها تنوع علوم ألإنسان ومعارفه وتتوسع بالإطلاع العام فى كل ميادين المعرفة :- الدينية والوطنية والثقافية والفكرية والسياسية فيعرف كل شىء عن بلاد العالم ودوله تاريخها سياستها وثقافتها الخ .
ويعرف كل أمور دينه من فرائض وعبادات ومعاملات واخلاق . ويعرف عن أعلام بلاده من رجال ونساء من مفكرين وقادة وزعماء وابطال ومجاهدين .
وأن يعرف ألاراء والنظريات الافكار السياسية وألإقتصادية والفكرية السائدة فى العالم وأن يدرسها وينتقدها ويضيف اليها ويستحسنها او يستهجنها ويضع بصمته فيها .
والخلاصة أن المعلومات العامة تعنى معرفة شىء من كل شىء والملاحظ من إستقراء الواقع العربى أن أغلب الناس من موظفين ومعلمين وطلبة ومهندسين يكتفون بالمعلومات التى تعلموها فى المدرسة أو المعهد او الجامعة أو ميدان التخصص ولايزيدون عليه من الحياة ومن القراءة وألإطلاع الخارجى وهذا يجعل أفقهم ضيقا ومعلوماتهم هزيلة لاتشبع جوعهم الثقافى وإذا ما أهملوا تغدية عقولهم فقد يعودون الى ألمية من جديد ( أمية المتعلمين ) .
إن الواجب الوطنى والدينى وألإجتماعى يحتم علينا أن نوسع دائرة ثقافتنا وأن نجعل شعارنا العلمى دائما : ( تعلم شيئا جديدا كل يوم ) ودور الثقافة والعلم منتشرة فى بلادنا فى كل مكان وما عليتا إلا أن نخصص كل يوم جزء بسيطا من فراغنا لتغذية عقولنا بالقراءة الحرة المنظمة لنكون على دراية بكل ما يجرى حولنا فى العالم وأن نكون موسوعيين فى كل ميادين المعرفة وهل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون ، فاعلموا وتعلموا تكونوا من الفائزين .